دليل الكويت أخبار السوق

النوخذة : كويت المستقبل : مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية

مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية



مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية  Sabah Al-Ahmad City Marine

تقع مدينة صباح الأحمد البحرية في منطقه الخيران جنوب البلاد وتعتبر صرح هندسيا معماريا تاريخيا دخله حيز التنفيذ منذو مده ليدخل في سجل الانجازات المتميزة وليكون نموذجاً ناجحاً لاشراك القطاع الخاص في المشاريع التنموية

مدينة صباح الأحمد البحرية تتميز بكونها اول مدينة متكاملة بالمرافق والخدمات يتم انجازها بالكامل من قبل قطاع الخاص


شواطئ المدينة وخدماتها
حفر الممرات والقنوات
يبلغ طول الشاطئ الساحـلي من أبراج الكويت حتى حدود المملكة العربية السعودية ما يقارب 120 كم، بينما سيبلغ طول شواطئ مدينة صباح الأحمد البحرية المستحدثة عند الانتهاء من المشروع أكثر من 203 كم.

استحدثت تلك الشواطئ من خلال عمليات حفر للممرات والقنوات المائية في مدينة صباح الأحمد البحرية طالت أكثر من 44 مليون متر مكعب من رمال اليابسة وتم غمرها بأكثر من 32 مليون متر مكعب من مياه البحر لتعمل على زيادة حجم المساحة المائية المتغلغلة داخل المدينة ما يعتبر تحديا حقيقيا من أجل توفير مقومات الرفاهية والنقاهة لسكان المدينة التي تعتبر من أكثر المشاريع تميزا بالمنطقة.

شواطئ مدينة صباح الأحمد البحرية المتلألئة تم تزيينها بمئات آلاف الأمتار المكعبة من الرمال الذهبية المغسولة لتعطي مظهرا خلابا مع انعكاس الشمس عليها، وتم استخدام مئات آلاف الأطنان من الصخور لحماية الشواطئ ولإنشاء المراسي للقوارب، ولإنشاء كاسر للأمواج بطول 1200م لحمايــــــــة الشواطئ الساحلية المستحدثة.

توفر مدينة صباح الأحمد البحرية أحدث شبكات الطرق والري وتستخدم محطة لتنقية مياه الصرف الصحي من أكثر المحطات تقدما في العالم العربي. أعدت تلك المحطة لاستيعاب أكثر من 45 ألف نسمة مستقبلا، كما أن المياه المعالجة المنتجة من المحطة ستستخدم لري مساحات واسعة من الأراضي الخضراء في المدينة.

وتوفر مدينة صباح الأحمد البحرية مبنى للبريد والبرق والهاتف، وتم تجهيز المدينة بأحدث تمديدات الألياف البصرية التي ستوفر بدورها للمساكن والمكاتب أحدث ما توصلت إليه ثورة المعلومات من انترنت واتصالات فائقة السرعة إضافة إلى الترفيه التلفزيوني عالي الوضوح.

التحديات البيئية

وسرعان ما بدا واضحا أن التحديات البيئية فاقت مهارات معظم المهندسين، فتم استدعاء الخبير البريطاني في البيولوجيا البحرية «ديفيد جونز» اختصاصي في البيولوجيا البحرية لمنطقة الخليج العربي حيث استعانت به الأمم المتحدة في الكويت لتقييم أضرار العدوان العراقي على الكويت لذا تعاطى مع هذا المشروع الكبير بمعرفة عميقة للحياة النباتية والحيوانية في المنطقة. تم إحضاره ليساهم في المراحل الأولية على إنجاز التصاميم بدلا من إنجاز التصاميم أولا كما يحصل عادة.

لقد أراد أن يقتنع بأن مشروع بناء ضخم كهذا يحسن البيئة بدلا من إلحاق الضرر بها. وأدرك ديفيد أن فكرة البناء في الصحراء وليس في البحر وبإحضار البحر إلى الصحراء بدلا من القيام بالعكس فكرة رائعة.

إن كل أعمال البناء تؤثر سلبا في البيئة، لكن التأثيرات ستخف باستحداث بيئة بحرية جديدة في قلب المشروع، و«تقييم التأثيرات البيئية» أصبح دليل العمل الأهم بالنسبة إلى الفريق، والمشروع كان مخاطرة فلقد أقاموا نظام اختبار دقيقا لمراقبة المشروع وللحرص على استمرار التوازن البيئي.

وبحلول الألفية الجديدة تم تحويل الفكرة إلى حقيقة رغم التحديات الهندسية والبيئية ومواجهتها من خلال إنشاء نظام بيئي بحري وسط الصحراء والذي أشرف عليه فريق هندسي بريطاني متخصص.


حجم المشروع

تدفق المياه في قنوات المشروع

وسيعيش مائة ألف شخص هنا في النهاية في مدينة تعادل مساحة (لندن) القديمة أو (منهاتن) وستطل معظم منازلهم على الشاطئ. بدأ العمل بالمرحلة الأولى سنة 2003 تلتها المرحلة الثانية سنة 2005 والثالثة في 2009 والتي دشنها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح.

وقد غمرت مياه البحر المنطقتين وأنشئت فيهما بنية تحتية شاملة. ولقد زاد الطلب على العقارات في المرحلتين الأوليتين()A1) و(A2). وتتبع التصاميم جدولين موجودين، والفكرة هي بناء مدينة بأكملها على ضفاف بحيرات من صنع الإنسان مما يضاعف بالتالي طول ساحل الكويت الرملي، وقد شكل الحجم الهائل للأعمال المطلوبة تحديا مخيفا، وفي أي مكان فوق الموقع يظهر حجم التحديات بوضوح.

بعد غمر المرحلتين(A1) و (A2) بالمياه وإنهاء البنى التحتية فيهما تصاعدت وتيرة العمل لإنهاء )A3( المرحلة الثالثة والأكبر حتى الآن حيث يتجاوز طول الشاطئ الجديد 84كم. وفي المرحلة الثالثة تم الانتهاء من %60 من أعمال الحفر التي سوف تتدفق فيها المياه بشكل طبيعي من الممرات السابقة. ستتدفق المياه من الخليج إلى المناطق الداخلية بشكل طبيعي حيث تبدو أماكن الحفر كبحر حقيقي.

وشبكة البحيرات في المراحل الثلاث الأولى ستوفر العيش بجانب الشاطئ الذي يتوق إليه الكويتيون ومساحة لحوضين ترسو فيهما مراكب يتجاوز طولها 30م. بما أن مشروع «مدينة البحر» هو الأول من نوعه لا مجال للاختيار من الحلول المتوفرة، يجب أن يبتكر فريق التصميم على الدوام. نقلت البحيرات المياه إلى عمق الموقع وشكل حفرها تحديا هائلا، في الواقع قبل أن يباشر المقاولون العمل قاموا بمعالجة المشكلة الكبيرة التي تكمن تحت سطح الأرض.


حواجز حجرية

بنيت حواجز حجرية على كل امتداد شاطئ جديد لتشكل مصدات تمنع طاقة الأمواج من تحريك الرمل. يقول «كريس روز» خبير السواحل بأنه يختلف تصميم حواجز الأمواج الداخلية عن الحواجز الخارجية، حيث يجب أن تبقى الشواطئ الداخلية مستقرة، وأما الشواطئ البارزة والمعرضة لأكثر أمواج البحر صممت لتتحرك مع العواصف عندما يتغير اتجاهها وستتطور مع الوقت لتصبح شواطئ طبيعية بدلا من البقاء شواطئ من صنع الإنسان.


الأحياء البحرية

أظهرت الاختبارات أن نوعية المياه ممتازة لكن البرهان الحقيقي على نوعية البيئات المشكلة حديثا هو عدد الكائنات التي تعيش فيها، صممت شبكة البحيرات لتوفر بيئات بحرية متنوعة تشكل الفجوات ملاجئ آمنة للفصائل البحرية ستستعمل كحضانة صغيرة وستكون بمثابة افتتاح للبيئات في هذه المنطقة ستظهر الأسماك المفترسة التي تسبح هنا بحثا عن الطرائد.

هذا المشروع ساهم في استحداث بيئات طبيعية، تعيش 800 فصيلة في تلك المنطقة مما يظهر تحسن نوعية المياه، لذا كانت تجربة ناجحة جدا ولم يجريها أحد من قبل. 800 فصيلة تعيش حاليا في بيئة كانت مستنقعا ملحيا مقفرا هو تتويج لسنوات من التخطيط والعمل الدؤوب والأمل. توقع المشرفون على المشروع أن تتبنى الطبيعة هذه المنطقة لكنهم لم يكونوا واثقين بذلك والمدهش في الأمر أنهم استحدثوا بيئة تحوي 800 فصيلة بحرية خلال فترة زمنية قصيرة حيث تم استيطان محار اللؤلؤ فضلا عن الاكتشاف المدهش للمرجان الذي ينمو بشكل طبيعي ضمن المشروع، الحياة فيها تزدهر. فبعد أعوام من التسجيل والاختبار والمراقبة المتواصلة تؤكد الدراسات البيئية أن المياه في المدينة تتوافق مع شروط ومعايير الهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية.

وعملوا أيضا على إنشاء بيئة ذاتية التطور والنمو، إذ قاموا بزرع أشجار المانغروف (القرم) في الجزر البيئية لمدينة صباح الأحمد البحرية وذلك لتوفير بيئة غنية تنمو فيها الكائنات البحرية، ولتثبيت التربة ومنع انجرافها، كما حرصوا على أن تكون الزراعات التجميلية مقاومة للملوحة والجفاف.


موانئ اليخوت

مع استمرار العمل في (A3) أكبر مرحلة بناء في المشروع، الأولوية للطرقات وجسور الخدمات ولن يبدأ العمل على المراحل النهائية لميناء اليخوت الضخم قبل انجازها.

يجب أن يتلاءم ميناء اليخوت الجديد مع وسائل الترفيه الخاصة بالمدينة لا سيما المراكب والدراجات المائية سيكون للموقع المكتمل خمسة موانئ يخوت وسيتسع ميناء (A3) لـ700 مركب ميناء (A2) بمياهه العميقة المتصلة بالخليج سيتسع لـ300 مركب من الحجم الأكبر.

«سايمون آرول» خبير بالموانئ يقول تشكل الكويت أكبر سوق للمراكب في منطقة الخليج يعتقد الناس أنها الامارات، نجد في الكويت 20 ألف مركب صيد السمك مزدهر جدا، يهوى السكان المحليون التوغل لأميال في مياه الخليج لصيد سمك الأعماق. الموانئ ضرورية جدا للمشاريع من عدة جوانب، إنها اللب ومحط الأنظار لمشروع البناء كله وسيكون فعلا الشريان الحيوي للمشروع هناك قوائم انتظار في الكويت حاليا في معظم موانئ اليخوت لا سيما المراكب المتوسطة الحجم والكبيرة منها لن يغمر ميناء )A3( الواسع بالمياه إلا بعد اكمال الحواجز الصخرية لكن العمل لن ينتهي في الوقت المحدد هناك تأخير عملية في عملية استيراد الصخور اللازمة لجدران التكسية في الميناء.

المشكلة الكبيرة التي تواجه المشرفين على المشروع عند إنشاء ميناء بواجهة صخرية وهي عدم وجود صخور في الكويت لذا اضطروا إلى احضار الصخور من مقالع في السعودية وهذه عملية بطيئة بالطبع أي نقل الصخور عبر الحدود الدولية.

الصخور اللازمة للموانئ تنقي مقلع في السعودية تصنف القطع الكبيرة التي تستعمل في جدران حجرية تعرف بجدران التكسية، ثم تحمل على شاحنات تجتاز مسافة 240 كم عبر الحدود إلى الموقع والتي كانت ملائمة جدا. وضع الصخور في مكانها بهذه الدقة كلف مبالغ باهظة لكن النتيجة مرضية جدا، أما صاحب اليخت فسيرى جدرانا حجرية جميلة بعد ادخال المياه إلى المرحلة الثالثة سيغمر هذا الحوض الواسع بأكمله ليصبح بالتالي أكبر ميناء يخوت في الكويت.

سيكون الميناء محط الأنظار لهذه المرحلة من المشروع إنه لب هذه البيئة البحرية، طعام وشراب وأناس يتنزهون في المنطقة ويستمتعون بالأجواء التي يوفرها الميناء في هذا المشروع، يهمنا أن نرى المياه وهي تغمر المكان بينما يستمر العمل على الميناء.


بوابات المد

أين سيتم بناء البوابات؟ بوابات المد التي ستجرف مياه البحيرات في المناطق البعيدة عن البحر. بعد جهد جماعي يدشن الطريق الجسري 278 في موعده المحدد كانت لحظة حاسمة للفريق وفرصة نادرة للاحتفال بالانجاز الكبير الذي تحقق. تولى الافتتاح الرسمي وزير الأشغال العامة فاضل صفر مع وكيل الوزارة مهندس عبدالعزيز الكليب.


مدينة ساحلية

في جنوب الكويت أنشئت مدينة ساحلية جديدة في الصحراء الحارقة. في عام 2009 وبعد 6 سنوات من البدء بأعمال البناء اقترب المشروع من لحظتين حاسمتين في تنفيذ المرحلة الأخيرة والأكبر المسماة (A3).

شكل الطريق الجسري الجديد عاملا أساسيا في نجاح (A3) حيث دشن في منتصف صيف 2009 وعندما اكتمل الجسر تدفقت مياه البحر تحته وملئت حوض (A3) الواسع الجديد الذي سيصبح أكبر ميناء يخوت في البلاد والمركز التجاري المهم للمدينة الجديدة. لقد اهتموا بأدق التفاصيل في تصميم الجسر حتى نوعية التشطيبات على الطريق الجسري الخرساني، فاهتموا بمظهره من الناحية الجمالية فالناس يرونه من السيارات بوضوح، لذا قاموا بإزالة الشقوق في الخرسانة وتمت تنظيفها وصقلها وتم ملء الشقوق بإسمنت مائع وتمت معاينة المواد المستخدمة والعمر المتوقع لها.

بموازاة الطريق الجسري نجد طريقا آخر صمم لنقل الخدمات الضرورية كالصرف الصحي ومياه الشرب فوق البحيرات فكانت رؤية المهندسين عدم وضع الأنابيب تحت الماء حيث لن يتمكنوا من الوصول إليهم للصيانة فالأنبوب ينقل 45 مليون لتر من المياه في اليوم الواحد إلى أبراج المياه في هذا المشروع، وفي حال عدم القدرة إلى الوصول لهذا الأنبوب في أي وقت فسيتوقف امداد المياه لهذا المشروع وستكون كارثة حقيقية. ولقد تدفقت مياه البحر تحت الجسر وملئت المرحلة الثالثة وتوغلت البحيرات مسافة 7كم في الداخل. ولكن كيف ستبقى المياه البعيدة عند البحر نظيفة وصحية؟ لن ينجح المشروع إن كانت المياه من نوعية رديئة وتعاني الركود.


هل تصمد حواجز الأمواج؟

يقول «جايمي هولمز» مهندس سواحل نعم لقد نجحت في احتواء الأمواج إنها لا تدور حول هذا الحاجز، إن راجعنا نتائج المسح فسنلاحظ تغييرا في اتجاه الشاطئ وترى أنه بات يشبه الخليج، إنه يأخذ شكلا طبيعيا ولا يشكل خطرا على المباني الخلفية.

بعــد أن تتشكل الشـواطئ بدقــــة تفتح بعض مجاري المياه كما حــدث في المرحلتين (A1) و(A2)، وبما أن الاجتراف ضروري جدا لنجاح المشروع، يجري فريق الموقع اختبارات متواصلة على نوعية المياه في الممرات المائية ثم يحلل معهد الكويت للأبحاث العلمية النتائج بشكل مستقل.

تجرى الاختبارات كل يوم في 14 موقع من هذا المشروع الذي يفوق التوقعات من حيث نوعية المياه، يجمعون عينات الماء والرمل من حافة الشاطئ بدءا من القاع وتحت علامة المد تجمع عينات أخرى من الشاطئ للتأكد من استقرار حالته. تؤخذ كل العينات بعذ ذلك إلى مختبر في الموقع لتحليلها الخطوة الأولى الأساسية عند أخذ العينة هي الاختبار البصري.

إن رأينا رماد أسود في العينة فهذا يعني أنها لا هوائية أي أن الرمل ينقصه الأكسجين، ثم تؤخذ العينة إلى المختبر لتحليل توزيع حجم الحبيبات، لمعرفة إن كان الرمل الأصلي الذي وضعوه على الشاطئ جمع المزيد من الحبيبات الدقيقة بفعل الهواء على سبيل المثال والشيئ المهم هو أن يحد من كمية الأكسجين في البيئات داخل الرمل.



مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية يعتبر من اكثر المشاريع تميزاً في المنطقة
.. عمار ياكويت