متحف التراث الشعبي
متحف التراث الشعبي Popular Traditional Museum
في 31 ديسمبر/كانون الاول 1957 تم افتتاح المتحف، وكان موقعه في منطقة الشرق، في بيت الشيخ عبدالله الجابر الصباح (ديوان خزعل سابقاً)، ليكون ممثلاً للبيئة الكويتية لجميع مظاهرها المعيشية، وحافظاً لعادات وتقاليد وتراث اهل الكويت، وراوياً لتاريخ وحياة الكويت القديمة (وذلك وفق ما جاء في مرسوم انشائه). وفي يوم 1976 تم نقل محتويات المتحف الى أحد البيوت القديمة وهو بيت البدر، وفي عام 1983 تم افتتاح مقر المتحف في موقعه الحالي في شارع الخليج العربي..
“الخليج” تجولت في أرجاء المتحف الذي يضم صالات عدة كبرى للعرض احتوت على آثار اسلامية تعود الى القرون الاولى من العهد الاسلامي، واخرى تراثية وشعبية، وقبة سماوية تحتوي على معلومات وافرة عن علم الفلك والمجرات، وسفينة شراعية حقيقية كانت تستخدم في رحلات الغوص تسمى “بوم المهلب”، والقرية التراثية (أو متحف التراث الشعبي).
يظم المتحف مدخل سوق الصفاة والسوق القديم ، الفريج الكويتي ، البيت الكويتي القديم ، سوق الحرف اليدويه ، صناعة السفن والقهوه الكويتيه القديمه ، المقتنيات الشعبيه
القبة السماوية: تعتبر القبة السماوية أحد أهم الانجازات التقنية والعلمية التي تمثل البوابة والمدخل الى عالم الفلك، وقد جرى بناؤها بناءً كروياً من الخارج ليأخذ شكل الكرة الارضية وقسمت من الداخل الى طابقين: الارضي يضم معرضا فلكيا، والثاني يضم قاعة عرض سينمائية سماوية. صمم الطابق الاول الذي يشغل الطابق الارضي ليكون أداة تعليمية وتثقيفية تتناول علم الفلك وتاريخ تطوره. وتنقسم صالة العرض الى قسمين: الاول قسم علم الفلك ويتكون من (كوكب الارض - هرم الفصول الاربعة - المجموعة الشمسية - مجرة درب التبانة - خريطة المجرات - وحدة معلومات اهليلجية - مسطرة الكون). القسم القاني هو قسم تاريخ الفلك ويتكون من (الفلك عند الحضارات القديمة - الفلك عند المسلمين - الفلك عند كوبرنيكوس وجاليليو وعصر التلسكوبات - علماء الفلك من القرن السابع عشر الى القرن العشرين - رؤية مستقبلية للمستعمرات البشرية في الفضاء). وتزين ارضية هذا المعرض الفلكي لوحة فسيفساء رخامية للابراج الاثني عشر، وفي سقفها توجد خريطة فلكية تبين مواقع 52 برجاً وكوكبا يمثلون اكثر من 500 نجمة مضيئة.
يضم الطابق الثاني قاعة عرض القبة السماوية، حيث يعرض النجوم على شاشة عرض كبيرة، اضافة الى برامج فلكية وتعليمية باللغتين العربية والانجليزية.
بوم المهلب: صنع بوم المهلب الصانع الشهير في هذا المجال محمد بن عبدالله للاخوين التاجرين ثنيان ومحمد الغانم عام ،1937 وعندما تم بناؤه أقاما حفلاً كبيراً على الساحل شارك فيه العديد من كبار رجالات الدولة، والقباطنة والبحارة، وكان للمهلب الذي يقوده النوخذة (القبطان) حسين عبدالرحمن العسعوسي سمعة طيبة في جميع الدول التي سافر اليها وكان اولها الهند، وظل هذا البوم يسافر كغيره من السفن الى ان اكتشف النفط عام ،1946 فترك البحارة حرفتهم القديمة، وتوقف المهلب عن السفر وترك امام منزل صاحبه، حتى عام 1960 حينما طلب مدير ادارة المعارف في ذلك الوقت الشيخ عبدالله الجابر الصباح من التاجر ثنيان الغانم ان يشتريه ليتم حفظه للاجيال القادمة كتذكار على ماضيهم العريق، فقدمه الغانم هدية للكويت، ورفع المهلب على الساحل في منطقة الشويخ وسط احتفال شعبي كبير، وفي عام 1983 جرت صيانته ونقل الى واجهة المتحف البحرية ليكون جزءاً منه.
القرية التراثية: تم إنجاز القرية التراثية التي تضم اكثر من ألف قطعة أثرية كنموذج مصغر يُعبر عن الحياة القديمة بكل مظاهرها، حيث جاءت لتمثل البيئات الثلاث (البحرية - الحضارية - البدوية)، وتضم القرية تسعة اقسام هي:
أولاً: ساحة سوق الصفاة: امام كتب الاستقبال رسمت لوحة كبيرة على الجدار توضح ساحة سوق الصفاة القديم التي كان يتم فيها التبادل التجاري بين سكان البادية وتجار المدينة، وظلت هذه الساحة هي عصب الحياة التجارية في تلك الفترة من الزمن حتى حكم الشيخ مبارك الصباح، الذي اهتم ببناء الاسواق الجديدة التي تضم دكاكين منفصلة في اماكن منفصلة من البلاد.
ثانياً السوق القديم: انتظمت عملية بناء الاسواق في عهد الشيخ احمد جابر الصباح في مطلع العشرينات، حيث أنشئت شبكة متكاملة من المتاجر متصلة بعضها ببعض، وقسمت كل مجموعة الى دكاكين على حسب نشاطها. وسُقفت هذه الاسواق لحماية مرتاديها من الظروف الجوية القاسية في الصيف والشتاء.
ثالثاً الكُتاب: قام نظام التعليم في الكويت على الكُتاب الذي يدرس فيه المطوع أو الملا للبنين والمطوعة للبنات، وخصص في كل حي بيت لاستقبال الاولاد والبنات لتعليمهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة مقابل مبلغ رمزي، وكانت تقام احتفالات خاصة للطلبة والطالبات الذين ينتهون من ختم القرآن الكريم تكريماً لهم، واستمر هذا الوضع حتى عام 1912 حينما تم افتتاح اول مدرسة نظامية للبنين.
رابعاً الفريج والبيت الكويتي: يتكون الفريج (الحارة) الكويتي القديم من مجموعة بيوت متراصة تفصل بينها أزقة ضيقة بينها ساحات ترابية للعب الاطفال، وتتميز عمارة البيت القديم بالبساطة في التصميم والتنفيذ حيث كانت تبنى معظم البيوت من دور واحد مربع الشكل يتوسطه فناء مكشوف يسمى الحوش تطل عليه غرف المنزل وغالباً ما توجد فيه بئر ماء عذب أو قليل الملوحة، ويتكون البيت المبني من الطين وحجر البحر وأعمدة الجندل من ديوانية لاستقبال الضيوف الرجال وغرفة نوم رئيسية وغرفة معيشة وغرف نوم اضافية، وحوش تذرع فيه عادة شجرة السدر.
خامساً حياة البحر وصناعة السفن: تحتل الكويت مكاناً مميزاً على رأس الخليج، مما جعل سكانها يرتبطون بالبحر ارتباطاً وثيقاً فبنوا أحواضاً من الصخور لسفنهم اطلقوا عليها اسم “النقعة” لحمايتها من الامواج القوية، كما جعلوا بين هذه الأحواض منفذاً لاستقبال السفن المحملة بالبضائع والمياه العذبة عبر البحر تُسمى “الفرصة” كما انتشرت على طول الساحل مناطق مخصصة لصناعة السفن وتزويدها باحتياجاتها من مواد ومعدات عرفت باسم “العماير”، وانتشر على امتداد الساحل صيادو الاسماك.
سادساً مقتنيات الحياة اليومية: يشمل هذا البهو الادوات المستخدمة داخل وخارج المنزل، كالملابس وادوات الزينة والحلى والفضيات واجهزة راديو واوراق رسمية، وما كان يستخدمه البحارة من مناظير وبوصلات وادوات قياس وغيرها، كذلك معدات مهنية وحرفية كأدوات الحلاقة والكتابة والخط والتصوير الفوترغرافي والأسلحة والبناء. اضافة الى ادوات الترفيه الموسيقية القديمة التي كان يستخدمها البحارة في أسفارهم.
سابعاً سوق الحرف اليدوية: من أهم الحرف اليدوية التي زاولها الكويتيون في السابق، وقبل ظهور النفط اضافة الى حرفة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ وصيد الاسماك والتجارة، وورثها الحرفيون جيلاً بعد جيل مثل حرفة الحايك والحداد والصائغ والنداف (القطان) والصفار (منظف الأواني) وخياط العباءات والبشوت والخراز وغيرها من الحرف.
ثامناً القهوة: تعتبر المقاهي مكان التقاء الرجال للترفيه عن أنفسهم بعد عناء يوم طويل من العمل المضني والشاق، حيث يتناولون الشاي والقهوة ويدخنون الأرجيلة مع لعب الدامة والدمنة، وتبادل اطراف الحديث والاخبار وعقد الصفقات التجارية. وبعض المقاهي أطلق عليها اسم حرفة اكثر مرتاديها مثل ديوانية الصيادين، ديوانية القلاليف (صناع السفن).
تاسعآً معرض الصور: في نهاية الطريق المؤدية الى خارج القرية التراثية يوجد بهو علقت على جدرانه صور من الماضي، التقطت باللونين الابيض والاسود في عام ،1942 وتوضح معالم الكويت القديمة مثل السور والسيارات وغيرها من الامور التي تربط الانسان بجذوره وتراثه.
أفرع متحف التراث الشعبي فرع
محافظة العاصمه - متحف التراث الشعبي شرق
تعليقات (1)
مشابهه لـ متحف التراث الشعبي
|